بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي الرسول الكريم محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وعلي آله وصحبة ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين.
أما بعد..
أخي في الله / أبو سفيان "بارك الله فيك"
الإخوة الكرام المشاركين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abo sfyan
الآية تقول أن الجبال تمر مر السحاب
فهل بلغت سرعة السحاب يوما من الأيام
1650 كم بالساعة و هي سرعة دوران الأرض حول نفسها
أم أنها بلغت مليون و قرابة عشر آلاف كم بالساعة و هي سرعة دوران الأرض حول الشمس 1095890 كم بالساعة
أيهم المقصود بالآية و هل التشبيه بليغ
و هل تتصور أجسادنا تتحمل المسير بالفضاء بهذين السرعتين
سبحان الله عما يقولون
********
[/font][/color]الجواب
*************
نبدأ بذكر الآية و ما سبقها
بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (90) النمل
***
إن قراءة ما قبل الآية 88 و ما بعدها يبين لك أخي أن الأحداث المعينة في الآية 88
إنما هي كائنة يوم القيامة
و ليست في أيام الدنيا و على هذا الأمر أجمع مفسري الأمة بمعنى آخر
زغلول النجار و عذرا لذكر الأسماء
قد خالف المعنى الذي يؤكده سياق الآية
و خالف إجماع المفسرين و أقوال الصحابة
و خالف نصوص نبوية
***
لن أتكلم كثيرا سأدع النصوص المقتبسة من كتب أهل العلم هي التي ترد
****
|
( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) سورة النمل : 88
أتفق وما ذكره أخي الكريم / أبو سفيان، من أن تفسير الآية الكريمة في سياق ما سبقها ولحقها من الآيات أن أوانها يكون يوم القيامة..
ولكن أدعوا أخي الكريم أن يجيبني عن سؤال:
هل تتباعد القارات ومسطحات القشرة الأرضية بعضها عن بعض؟
وهل هي من ناحية مقابلة للسؤال الأول تتقارب في جهات وبعضها البعض؟
يا أخي أن جميع العلماء قد أثبتوا هذا الأمر، وأنا علي يقين من أنك قد قرأت هذا يوماً من ضمن ما قرأت من مواضيع.
ولك يا أخي أن تنظر في أمر الزلازل والبراكين، فأن من ضمن ما تقوم به تغير معالم الأسطح، فتارة تباعد بين هذا وذاك، وتارة أخري تقارب، وفي بعض الأحيان تطمس وجود البعض.. أوليس هذا بكائن وصحيح؟
وأقول لك يا أخي أن الكثير من هذه الزلازل لا نعلم عنها ولا نشعر بها، وهي حاصلة جارية
أدعوك أخي الكريم وباقي الإخوة أن تتأملوا معي في الآية، إننا نجد الآتي:
يقول ربنا تبارك وتعالي لنا أننا نري الجبال جامدة وأننا نحسبها كذلك "أي نحسبها ساكنة لا تتحرك" ولكنه يقول جل شأنه في علاه أنها تتحرك وأنها تمر في تحركها مر السحاب. حقاً صدق ربي العظيم، وأدعي أن الكثير منا إن لم يكن الكل يعلم حقيقة تحرك قشرة الأرض وتباعد القارات وما جاء في هذه الأمور بما لا يدع مجالاً للشك فيها، وقد يكون هذا هو الدليل العلمي الذي جاءنا به العلم الحديث مؤخراً ليثبت لنا أنه قد سبقت كلمة من الله قالها سبحانه وتعالي منذ 1426 سنه.
ولكني أدعوكم إلي فهم نفس الأمر ولكن بإتجاه أخر ويصب في نفس المنبع "نعم فهو منه إليه"
إن الجبال شبهت بالسحاب في الحركة، ولكن هل نري نحن السحاب يمر " يتحرك " بسرعة واحده؟
الإجابة إن صحت فستكون نعم السحاب يمر " يتحرك " ، وهذا يراد به التعميم..
ومن أراد أن يقول لا نري السحاب يمر "يتحرك " بسرعة واحده، فهذا أيضاً صحيح، لمن أراد منه التخصيص..
التعميم مفهوم، فهذا سحاب وهو يتحرك سريعا تارة وبطئ تارة أخري.
أما التخصيص فالمراد منه الحكمة من الأمر، لماذا يسرع ولماذا يبطئ السحاب؟
وهنا أقول أننا نعلم ما للسحب من خواص، يذكر منها علي سبيل المثال وليس الحصر؛ الوزن والحجم والكتلة والمحتوي والكثافة، ونحن نعلم أيضاً ما للرياح من وظيفة أساسية في حركة السحاب، وهذا يجعلنا نبحر أيضاً خلف الرياح وخواصها، من سرعة وإتجاه وعوامل أخري تمر بعقول المتأملين في بديع خلق الله في الكون، إيمانناً وتعظيماً وتسليماً لله الواحد القهار، وآخرين يتأملون وعلي قلوب أقفالها..!
لذا أقول إخوتي في نهاية تلك المقدمة التي تقدمت بها شارحاً ببساطة ما هو السحاب لنفهم مدي سرعته في مروره.
نري أننا في حاجة إلي أن نقوم بعملية قياس مع الفارق...
بمعني أننا إذا قمنا بقياس:
الوزن والحجم والكتلة والمحتوي والكثافة وما إلي ذلك من خواص السحاب
ومثله مع الفارق من خواص الجبال..
لعلمنا دقة النص القرآني ولعلمنا سرعة الجبال بدقة أراها قريبة.
ولكن بخلاف الفارق في مكونات الجبال عن السحاب، فهناك الإختلاف في مولد الحركة؛ ففي السحاب كانت الريح، وفي الجبال كانت الحركات الداخلة في طبقات القشرة الأرضية من هزات وزلازل وما شابه ذلك.
وأنا في هذا السياق لا أري مانعاً في أن تكون الآية 88 من سورة النمل تختص أيضاً بأبعاد أخري غير ما جاءت به كتب التفسير ولا تتعارض معه..
ففي الوضعين هناك حركة.. يوم القيامة..
وما هو بالفعل حاصل الآن من حركة في القشرة الأرضية منذ زمن بعيد ومازالت، ولكننا لا نشعر بها وهذا أراه والله أعلم تصديقاً للنص لا يهدمه، بل يضيف من خلاله إلينا بعد أخر ننظر إليه.
وأما ما جاء حول إستفهامك الكريم الذي تقول فيه:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abo sfyan
..........
الآية تقول أن الجبال تمر مر السحاب
فهل بلغت سرعة السحاب يوما من الأيام
1650 كم بالساعة و هي سرعة دوران الأرض حول نفسها
أم أنها بلغت مليون و قرابة عشر آلاف كم بالساعة و هي سرعة دوران الأرض حول الشمس 1095890 كم بالساعة
أيهم المقصود بالآية و هل التشبيه بليغ
و هل تتصور أجسادنا تتحمل المسير بالفضاء بهذين السرعتين
سبحان الله عما يقولون
..........
[/font][/color]
|
يا أخي أنت تعلم ما كان من الغمامة التي كانت تظل رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقد كان صلوات الله وسلامه عليه يركب ناقته فهل كانت الناقة تسير بالسرعات التي تتساءل عنها، وذلك لما كان من أمر تتبعها "أقصد الغمامة" لرسول الله صلي الله عليه وسلم وهو علي رحل ناقته؟
إذا الحركة نسبيه وكما جاء فيما أقول بالآعلى، إنها مسألة قياس مع الفارق..
ولعل هذا قد يتيح النقاش حول ما الأرض التي بها السدين" حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا " - الكهف آية 93 –
والسد في اللغة قد يعني من ضمن ما يعني الجبل.
أما بالنسبة إلي سؤالك أخي الكريم / أبو سفيان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abo sfyan
سؤال لمن يعتقد بأن الأرض تدور حول نفسها
فسر ما يلي
***
هناك بعض النجوم تظهر ليلا و لا تغيب أي أنها
تبقى طوال الليل في مكانها
و منها ما تجده يسير نحو الغرب لكن ليس بالسرعة الدالة على أن هذا ناشئ
عن حركة الأرض فما هو السبب
|
فقد وجدت الآتي من قول العلامة / البيروني
اقتباس:
علم الفلك في التراث العربي تأليف: د. علي حسن موسى
2- الكواكب الثابتة (النجوم)
أ- سبب التسمية
يبين ((البيروني)) سبب تسمية الكواكب الثابتة بالثبات، بالآتي: ((إحدى علل ذلك هو ثبات ما بينها من الأبعاد على وتيرة واحدة لم يختلف في المنظر قط، والآخرى ثبات عروضها عن منطقة البروج على مقدار واحد، فكأنها بهاتين الصفتين ساكنة على جسم واحد يديرها بأسرها إدارة واحدة كتحريك السفينة من في حيزومها ومن في كوثلها ومن فيما بينها حركة واحدة مع سكونهم)).
ب- هل هي حقاً ثابتة
غير أن هذا لا يعني قط أنها ثابتة في مكانها لا تتحرك مطلقاً، وإنما لها حركة نسبية تحافظ فيها على مواقعها بالنسبة إلى بعضها، وفي ذلك قال ((البيروني)): ((إن القدماء لم يكونوا يتنبهوا لما لها من الحركة، وكانوا يبرئونها عنها، يظنون أنها ثابتة لا تتحرك البتة، وهذه أوهى العلل، فلسنا نعرف من لم يأتنا بناؤه ولا يعلمهم إلا الله وحده)).
ويرى ((البيروني)) أيضاً أن حركة الكواكب الثابتة جميعها تكون على قطبي فلك البروج، حيث يقول: ((متى وجد في وقت مؤرخ معلوم كوكب معين حين طلوع الشمس من مشرق الاعتدال أو حين غروبها في مغربه على بعد من الأفق مفروض، وليكن المثال على فلك نصف النهار، فإنه أظهر الأبعاد، ثم وجد ذلك الكوكب بعينه في تاريخ آخر معلوم متأخر في الزمان عن الأول والشمس على مثل الصورة الأولى على بعد عن الأول قد فارق نصف النهار نحو المشرق، فقد علم بذلك ضرورة أن الكوكب قد تحرك حتى اختلف بها شكله وموضعه، وخاصة إذا طابق حاله في مدة أخرى بالتساوي أو ناسبه بغير التساوي فصحت شهادته له.
ولما وجد ذلك في الاعتبارات الدائمة كذلك، وجرى في جميع الثوابت على سير واحد، قيل فيها أنها كلها متحركة نحو التوالي بحركة واحدة شرقية على مثال تحركها جملة بالحركة الغربية. والحركة تكون على محور فلك البروج، وأن الثوابت ترسم بهذه الحركة الشرقية دوائر متوازي لمنطقة البروج، وبالحركة الغربية مدارات موازية لمعدل النهار)).
ويبرز ((البيروني)) مثالاً عن حركة الكواكب الثابتة، وهي حركة طرف ذنب الدب الأصغر، وهو المعروف بالجدي (نجم القطب) القريب من القطب الشمالي السماوي في زماننا، وهو لم يكن كذلك في أزمنة أقدم.
|
أما ما أورده أخي / راجي رحمة الله.. "بارك الله فيه"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راجي رحمة الله
أخي أبو إحسان جزاك الله خير
لنفرض أخي الكريم أن الكرة خرجت من المجال الارضي فماذا سيكون إتجاهها ؟
بما أنك تؤمن بدوران الارض من الغرب إلى الشرق أظنك ستقول الكره سنراها تذهب للغرب وبهذا يكون إتجاهها هو الغرب
ولكن هذا غير صحيح بل ستجد الكرة تذهب للشرق !!؟
وكذا أقمارهم الصناعيه الخارجه من الغلاف الجوي وفوق نقطة الاعتدال تسبح من الغرب إلى الشرق
وهذا الفلك فوقه فلك أيضا ولكن يدور عكسه أي من الشرق إلى الغرب والذي فيه الشمس والقمر
..........
|
أقول لك يا أخي أن القمر الصناعي يدور حول الأرض بفعل قوة جاذبية الأرض له دون أن يسقط عليها إذا ما تم انفصاله عن صاروخ الإطلاق بالسرعة المناسبة..
" يتناسب مربع هذه السرعة عكسياً مع بعد القمر الصناعي عن مركز الأرض "
فمثلاً:
إذا أردنا إطلاق قمر صناعي في مدار يرتفع عن سطح الأرض مسافة 500 كيلومتر ، فإننا نحتاج أن تكون سرعة القمر الصناعي حوالي 7.6 كيلومتر / ثانية..
أما إذا أردنا إطلاق القمر الصناعي في مدار يرتفع عن سطح الأرض مسافة 1000 كيلومتر ، فإننا نحتاج أن نطلق القمر وهو علي سرعة 7.35 كيلومتر / ثانية تقريباً، وهذه السرعة تفوق في الأصل سرعة دوران الأرض في حالة أن كان المدار أقل من إرتفاع يقارب 36000 كيلومتر.
عند ارتفاع 36000 كيلومتر تقريبًا يكون القمر الصناعي علي نفس سرعة دوران الأرض، وبالتالي يظل ثابتًا فوق نقطة معينة فوق سطح الأرض، وعادة يتم وضع الأقمار الصناعية المستخدمة في مجالات الاتصالات عند هذا الارتفاع.
أما يا أخي ما تقوله عن تصور إلقاء الكرة وإجتيازها المجال الجوي للأرض، فإنه وإن تصورنا هذا فلا يمكننا القول أبداً أن الكرة ستتخذ مداراً بعينه، وذلك لأن الأقمار الصناعية نفسها قد لا تتبع دوماً مسار الأرض " من الغرب إلي الشرق " ولا تتبع دوماً عكس هذا المسار أي " من الشرق إلي الغرب – وهذه حركة دوران كوكب عطارد " ، بل يمكن للأقمار الصناعية إتخاز المسار الذي يتم ضبطها عليه من قبل القائمين علي إدارتها والتحكم بها، هذا بالإضافة إلي أن البعض من هذه الأقمار بها محركات للدفع، توجهها كيفما شاء أصحابها، ولكن البعض الآخر يعتمد علي المعادلة التي ذكرتها بالآعلي:
" تناسب مربع سرعة إنفصال القمر عن صاروخ إطلاقه عكسياً وبعد القمر الصناعي عن مركز الأرض "
لذا أقول أنك لو إتبعت المعادلة أعلاه ونظرية إلقائك للكرة لسارت الكرة مع مسار دوران الأرض، والقياس مع الفارق لعملية الإلقاء للوصول للسرعة، وجهة الإلقاء " شرقاً أم غرباً ".
أما أخي الكريم الفاضل / أبو إحسان "بارك الله فيه"
بارك الله جهدك الكريم في إعداد الشرائح الرسومية، وشرحك المسترسل.
ولي عندك إستفسار يا أخي...
تقول:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إحسان
......
ونحن نعلم ان كلما بعدنا من مركز الدوران تزداد السرعة؟؟
.......
|
ألا يجوز عكس هذه الفكرة بأن أقول:
" أنه كلما إبتعدنا عن مركز الدوران تقل السرعة، وأنه كلما إقتربنا زادت؟؟ "
وهذا من خلال مدارسة وبحث ما ورد مني بالآعلي وكان نصه:
اقتباس:
أما إذا أردنا إطلاق القمر الصناعي في مدار يرتفع عن سطح الأرض مسافة 1000 كيلومتر ، فإننا نحتاج أن نطلق القمر وهو علي سرعة 7.35 كيلومتر / ثانية تقريباً، وهذه السرعة تفوق في الأصل سرعة دوران الأرض في حالة أن كان المدار أقل من إرتفاع يقارب 36000 كيلومتر.
عند ارتفاع 36000 كيلومتر تقريبًا يكون القمر الصناعي علي نفس سرعة دوران الأرض، وبالتالي يظل ثابتًا فوق نقطة معينة فوق سطح الأرض، وعادة يتم وضع الأقمار الصناعية المستخدمة في مجالات الاتصالات عند هذا الارتفاع.
|
ولك مني جزيل الشكر مقدماً علي إجابتك...بارك الله فيك.
أخي الكريم / أبو سفيان..
بالنسبة إلي موضوعك الكريم، وفكرة أخذ النص علي ظاهرة، فلو ذكرت لك قصة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مع من حاجه في دينه:
" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " البقرة:آية 258
كما تري فإن للآية معني أن " فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ " وما في هذا المعني من أن الشمس هي التي تدور حول الأرض "كما ستنادي" إلا أنه يا أخي لي في هذا الأمر رأي أرجوا أن يصححه لي الإخوة شرعاً إن كنت فيه مخطئ.
وهو أنني أري أن إسلوب المخاطبة يتأتي وما تستدعيه الفطرة من البديهيات، وما وصل إليه العلم في زمان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. فلا هم صعدوا في الأسباب فبلغوا ما نراه نحن اليوم، ولا هم علموا من أمر ربهم بعد شيئاً فيتفقهوا ويعوا كما نحن الآن.
لذا فقول " فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ " دليل علي المخاطبة الزمانية الأرضية المكانيه، وليست لمن ينظر إلي الأرض من السماء.
نحن نعلم أن هذا جاء من قول الله تعالي عن ما كان من قول من؟ سيدنا إبراهيم صلي الله عليه وسلم، وهو الساكن في الأرض، وهو ومن حاجه واقعين تحت قانون فطرة هؤلاء القوم ومدي علمهم... فهي مخاطبة المراقب للأحداث من خلال الواقع الجاري في زمانه، هذا الزمان ما كان لأحد أن يقول أن الأرض كروية أو بيضاوية أو أن الشمس هناك ونحن هنا وما إلي ذلك من أمور، بل أن كل ما سيقولونه هو: الأرض ثابتة وما عداها متحرك، والشمس متحرك يمر بالأرض.
وإن قلنا أن هذا قول خير ويتبع فطرة السلف الصالح وأجدي أن ندفع به ما جاء من علوم هذا الزمان مما قد يكون موضوعاً علينا، فلا بأس من هذا، ولكن إن المتخاطبون في الآية الكريمة هم: رسول كريم وكافر، ولغة الخطاب المستخدمة هي ما يعلمه سيدنا إبراهيم وهذا الذي حاجه في دينه. ولكم في أن القرآن أنزل عربياً بلسان عربي لأهله، آية.
والله يا أخي لقد إشتقنا إلي مباحثة مثل هذه الأمور، وأرجوا الله أن لا يحسب خوضنا فيها لهواً ولعب وإشتغال بما لا ينفع، وأن تكون بأحسن ما جاء فيها ويرضي الله، وأن يغفر لنا إن نحن أخطأنا. فهو العليم الخبير. ونستغفر الله العلي العظيم من كل ذنب.
أسعد بالمشاركة في الموضوع الكريم، وأسأل الله أن لا يؤاخذني إن نسيت أو أخطأت، فإن أصبت فمن عنده سبحانه وتعالي عما يقولون، وإن أخطأت فمن الشيطان الرجيم ونفسي..
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم...
ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الكريم وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين..