ركزت وسائل الإعلام الإسلامية والعربية والعالمية على نقاط سوداء في تاريخ صدام ، وكأنه إبليس في ثوب بشر ، بل حتى أنا جلسنا مع كثير من الدعاة والمشايخ فكانت فكرة وجود توجه محمود لدى صدام مرفوضة أصلاً مستدلين بعموميات كانت موجودة قبل حرب الخليج الثانية ، وعندنا تذكر لهم مثل بعض الحقائق الموجودة في الكتاب يصدمون بها إلا أنهم يرفضونها بمنطق لايقبله كل من لديه منطق ، وعندنا تذكر لهم رؤوس الكفر الذين أسلموا مثل أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية [ وهم في وقتهم أشد كفراً من صدام على قول من كفَّر صدام حسين ] يسكتوا أو يأتوك بإجابات التشكيك في النيات على نظرية ' عقدة المؤامرة ' .
وأخيراً هذا الكتاب يقع في 520 صفحة من القطع المتوسط حيث تمت كتابته من خلال طلاب علم عراقيين متعاونني مع المفكرة بالإضافة إلى مراسلي المفكرة هناك ، وقد استدعى تجميع هذه المادة ثمانية أشهر كاملة [ أي قبل الحرب ] طاف من خلالها فريقنا الصحفي من البصرة جنوباً حتى السليمانية شمالاً دخلوا فيها إلى المساجد والمدارس والكليات ودور الاقتصاد وغيرها من مواطن التغيير ، وقابلوا مئات الأفراد مابين علماء ودعاة ومفكرين ومسئولين وعامة الشعب ، وماهذا – كما عودتكم مفكرة الإسلام – إلا لأجل نقل الصورة الصحيحة والدقيقة .
ونحن إذ ننقل هذه الحقائق فإنه لم يدخل في اهتمامنا خيانة صدام من عدمها كما يروج البعض لأننا ننقل حقائق مخفية وصور مطموسة من حياة هذا الرجل ، لاتضرها اللعبة السياسية مهما كانت .
وهذا جزء من هذا الكتاب الذي سيصدر على هيئة حلقات :
[[ ومن باب الشهادة حدثت نقاط عملية شرعية بأمر من صدام حسين نفسه في العقد الأخير من حياته ...فلم تكن خطابات جماهيرية ، ولا أحاديث تحدث بها ليخادع مجموعة من المشايخ ، ولم تستمر ليوم أو لشهر أو سنة ، ثم رفعت ... بل هي قرارات طبقت على أرض الواقع ، ولمدة تزيد على عقد من الزمان .. ولم يتوقف العمل بها إلا بخلعه من ملكه ...
ونحن ننقلها كما هي من الواقع ... تاركين لطالب الحق الحكم :
1. منذ عشر سنين تقريباً ... أصبحت حصة التربية الإسلامية في المدارس العراقية إلزامية .. في الإختبارات والدرجات .
2. في المرحلة الإبتدائية أصبحت حصة التربية الإسلامية يومية .
3. لا توجد إلا حصة واحدة للتربية الوطنية في المتوسطة وما بعدها .
4. يدرس علم التلاوة والتجويد في كل أسبوع حصة .
5. يدرس من المرحلة الإبتدائية إلى إنتهاء المرحلة الثانوية تفسير القرآن كاملاً .
6. التاجر الوحيد الذي تسقط عنه الضريبة هو من يبني مسجداً .
7. بناء الكثير من المعاهد الإسلامية والكليات الشرعية للسنة ، وإلغاء كلية الفقه التي كانت تدرس المذهب الشيعي ، ومن هذه المعاهد نذكر منها : المعهد العالي للإمامة والخطابة بفروعه المتعددة ، وجامعة صدام للعلوم الإسلامي ، وكلية المعارف ؛ وهي كلية أهلية تدرس العلوم الشرعية في الرمادي ، والمشرف عليها هو الدكتور عبد الرزاق السعدي ، بالإضافة إلى كلية العلوم الإسلامية بفرعيها : أصول الدين والشريعة .... وغيرها كثير .
8. لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ، ويشدد في قضية الزوجة أكثر ، حيث أن المتزوجة لا تسافر إلا مع زوجها .
9. تعميم منهج شرعي علمي على جميع الحلق الحزبية مهما علت ، وإنشاء معهد مدته سنتان ، يدرس العلوم الشرعية لكوادر الحزب ، والحضور إلزامي ، والذي وضع المنهج أحد شيوخنا الذين نثق بدينه وعلمه ، ومن الأمثلة على الكتب المقررة على الطبقة العليا من مستوى [ عضو فرقة ] وحفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم ، وفقه السنة للسيد سابق ، ومنهاج المسلم لأبي بكر الجزائري .
10. إلزام الحزبيين ببرنامج عمل إيماني مثل وجوب حضور صلاة الجمعة في جماعة المسجد ، وأداء الفرائض الخمس في المسجد .
11. تم قتل الكثير من الداعرات اللاتي يسعين في البلاد بالفساد بقرار من الرئيس ، بعدما أخذ الفتوى من أحد شيوخنا الثقات ، وبعد صدور القرار بيومين قتل منهن ثمانية وأربعين داعرة ، وقد كانت تلقى جثثهن أمام بيوتهن في إناء بلاستك كبير ... للعبرة .
12. إنشاء بنك إسلامي ، ويرأسه أحد العلماء العراقيين المعروفين وهو الدكتور عبد اللطيف هميم .
13. إنشاء مركز لجمع السنة النبوية كلها وقد سمي بـ ' مركز الإمام البخاري ' حيث تولى مسؤوليته الفعلية الدكتور ماهر فاضل ، وقد كان عدد العاملين فيه كبير جداً على نفقة الرئيس ، وقد وفرت لهذا المركز مصادر السنة الكثيرة جداً .
14. تحويل أماكن اللهو العامة إلى مساجد مثل تحويل متنزه لبنان في البصرة إلى مسجد ، وقد كان متنزهاً كبيراً جداً للفساد , وتحويل خمارة كبيرة في الرمادي إلى جامع أسموه بجامع الحق .[ هل هذا عمل المفسدين للأخلاق أم على العكس ]
15. الزي الرسمي للنساء في جيش القدس هو الحجاب الشرعي .
16. نقل صلاة الجمعة في الفضائيات العراقية وتعاد الساعة الثامنة مساءً ، وتوجد برامج يومية في فترة الصباح وما بعد الظهر ، خاصة للحملة الإيمانية ، وذلك في محطة بغداد .
17. إغلاق الكبريهات والبارات ، فلا يوجد بار واحد في العراق اليوم ، ونعرف الشيخ الذي ناصح الرئيس بذلك ، ولقد أمر الرئيس بذلك فوراً بعد مغادرة الشيخ للمكان